نما حجم التجارة الإلكترونية حول العالم بصورة ملحوظة السنوات الاخيرة بدهم من زيادة استخدام الانترنت والهواتف الذكية .
وحققت شركات مثل “أمازون دوت كوم” و”علي بابا” مكاسب ضخمة حيث سجلت الأخيرة 18 مليار دولار مبيعات في يوم واحد عام 2016.
وتستعد العديد من الشركات لمواسم بعينها مثل أعياد “الكريسماس” وأصبح من السهل على الكثيرين طلب السلع وتوصيلها إلى منازلهم، وتناولت “الإيكونوميست” في تقرير كيف غيرت التجارة الإلكترونية من حياة البشر اليومية؟
على مدارالعشر سنوات الماضية، شهدت التجارة الإلكترونية انتعاشا بمتوسط 20% سنويا، ورغم ذلك، بلغ حجمها 8.5% فقط من إجمالي تجارة التجزئة حول العالم في 2016.
تعد كوريا الجنوبية أكبر سوق لتجارة التجزئة الإلكترونية حيث سجلت العام الماضي 18% من إجمالي تجارة التجزئة لديها وفقا لشركة “يورومونيتور” البحثية، بينما شكلت في أمريكا 10%، وفي غالبية الدول ذات الدخل المتوسط، قلت النسبة عن 5% كما في الهند والبرازيل.
تشير توقعات إلى أن التجارة الإلكترونية ستشهد المزيد من النمو لاسيما في الدول الغنية التي يعتمد فيها الكثير من المواطنين على التكنولوجيا الحديثة، كما ستسهم زيادة المداخيل في الدول الفقيرة في إنعاش التجارة عبر الإنترنت.
في الصين، رغم تباطؤ نمو التجارة الإلكترونية، يتوقع “جولدمان ساكس” نمو هذا القطاع إلى الضعف في الفترة بين عامي 2016 و2020 لتشكل ثلث حجم مبيعات التجزئة الإجمالية، بينما يتوقع البنك نموها في أمريكا من العُشر عام 2016 إلى السُدس في 2021.
يرى المدير التنفيذي لـ”فيديكس” “فريدريك سميث” أن ارتفاع تكاليف الشحن سوف يؤثر سلبا على نمو شركات التجارة الإلكترونية كما أن مناطق مختلفة من العالم ستشهد تفاوتا في انتعاش هذه التجارة، ولكن لا يعلم أحد مدى تأثيرها على الحياة اليومية للبشر ووتيرة سرعة نموها.
يأتي ذلك وسط قفزات تحققها عملاقتي التجارة الإلكترونية في العالم الأمريكية “أمازون” والصينية “علي بابا” اللتين تأسستا عامي 1997 و1999 على الترتيب.
وتواجه “أمازون” منافسة قوية من “وول مارت” في السوق الأمريكي، كما تواجه “علي بابا” في السوق الصيني “جيه دي دوت كوم” – التي استحوذت “أمازون” على حصة بها – و”تينسنت”، وتشهد شركات صغيرة في هذه الصناعة استثمارات متزايدة من “سوفت بنك” و”تايجر جلوبال”.
تلمس تجارة التجزئة الاقتصادات والمجتمعات بشكل وثيق، وأصبح للتجارة الإلكترونية تأثير متنامي تخطى الصناعة ذاتها، وفي العديد من الدول، يعمل في شركات تجارة التجزئة أكبر عدد من موظفي القطاع الخاص في شركة واحدة، ففي أمريكا على سبيل المثال، تذهب واحدة من كل تسع وظائف لهذه الصناعة.
تؤثر أيضاً شركات التجارة الإلكترونية على أنشطة الشركات الأخرى لاسيما في الشحن واللوجيستيات، ونتيجة لذلك، أصبح لدى تلك الشركات كم هائل من بيانات العملاء والمستهلكين.
يستفيد المستهلكون من تنوع حجم التجارة الإلكترونية في حياتهم اليومية بفضل تنوع الخيارات أمامهم من السلع والخدمات بالإضافة إلى الشفافية غير المسبوقة لديهم وتوفير وقت الذهاب إلى متاجر التسوق والانتظار في صفوف طويلة.
بناء على ذلك، يتوقع بعض الخبراء بدء تلاشي متاجر التجزئة التقليدية بمرور السنوات في ظل تزايد التجارة الإلكترونية، كما ستنتعش عمليات بيع السلع والخدمات عبر الإنترنت.
المصدر : https://wp.me/pazHGs-1bU
عذراً التعليقات مغلقة