وانتقدت السلطات في دول أوروبا التي شهدت عمليات إرهابية مؤخرا، مواقع التواصل، متهمة إياها بأنها “لا تقوم بما يكفي لمنع استخدامها من قبل الإرهابيين في التجنيد والتمويل والتخطيط”.
وبدأت “فيسبوك” و”تويتر” تعلن في الآونة الأخيرة بين كل فترة وأخرى، عن إجراءات للحد من محتوى الكراهية على مواقعها، ولاكتشاف ووقف الحسابات المرتبطة بالإرهاب.
وقبل نحو 6 سنوات كانت العناوين في الصحف ووسائل الإعلام، بالعربية والإنجليزية وغيرها من اللغات الأخرى، عن دور “فيسبوك” في “حشد الجماهير في الشوارع والميادين لإسقاط الأنظمة والحكومات”.
ونتيجة ذلك اتصل كثيرون في مناطق مختلفة في بلدان المنطقة بالإنترنت، وأنشأوا حسابات على “فيسبوك” و”تويتر”، وأصبحت تلك المواقع بالنسبة لهم مصدرا للأخبار والمعلومات.
وتحولت السوشيال ميديا الآن من نعمة إلى نقمة، وسط مخاوف الدول الغربية من ضرب استقرارها وأمنها بالإرهاب والقوى الخارجية التي تتدخل في شؤونها الداخلية.
ومنذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بدأت وسائط التواصل تأكل من نصيب وسائل الإعلام التقليدية كمصدر للأخبار والمعلومات، ورغم اكتشاف “الفبركات” والتضليل عبر تلك الوسائط مؤخرا، فإن النيل من المصداقية طال الإعلام مثلما طال تلك الوسائط.
وكما كتبت إيميلي بيل في مدونة الإعلام بصحيفة “جارديان” البريطانية قبل يومين: “رسخت السوشيال ميديا ممارسة، وراكمت ثروة، من محو الفاصل التقليدي بين المواد المنشورة (الدقيقة والمفبركة). وبينما كانت هناك دعاية وبيانات صحفية وصحافة وإعلان أصبح لدينا (محتوى). وبينما كان هناك تسويق وإعلانات وترويج أصبح لدينا (عائد تجاري)، وبينما كان هناك ناشرون ووكالات إعلان وزبائن أصبح لدينا (شركاء)”.